صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية 

منذ 1 يوم 0 26 0
من يدري.. هل سنلتقي في العيد القادم
من يدري.. هل سنلتقي في العيد القادم

من يدري.. هل سنلتقي في العيد القادم؟

        الكاتب/الإعلامي/خضران الزهراني

ها هو العيد يعود حاملاً معه أصداء فرح عابر، ودموعًا تسكبها القلوب المكسورة، وهمسات شوق تئنّ على من غابوا وتركونا نرتجف بين صمت الحزن وصدى الذكريات.
كل عام نتبادل التهاني كأن الزمن سيظل يعانقنا بلا فراق، وننسى في لحظة غفلة أن ليس كل عيد سيتكرر، وأن بعض الوجوه التي نحبها قد لا تُشرق في صباحاتنا مرة أخرى.

فمن يدري؟
ربما هذا العيد هو آخر مرة أُقبّل فيها جبين أمي، أو أعانق طفلًا يركض نحو قلبي بشوق لا يعي غد الرحيل.
ما أشد قسوة أن يأتي الفرح على أجنحة الموت، فتصبح البسمات مريرة، والقلوب تنزف صمتًا.

كم من عيد كان يجمعنا مع من أحببنا، ضحكنا سوياً، شاركناهم الفرحة، ولم نعلم أن اللحظة القادمة ستكون فيها مقاعدهم خاوية، وأحاديثنا عنهم تذكارًا وشوقًا يقتلنا.

الموت لا ينتظر أحدًا، لا صغيرًا ولا كبيرًا، لا يعرقل خطاه عيدًا ولا مناسبة،
وربما الآن نعدّ أنفسنا من الفُرسان الذين ينتظرون الرحيل،
وربما هذا العيد هو المحطة الأخيرة في رحلة أيامنا، وربما آخر كلمة نطويها على شفاهنا: “عيدكم مبارك”.

يا لجرح القلب حين نهدر أوقاتنا في الخصام، والغل يتعشش في الصدور،
كم من أخ تأخر عن قول “سامحني” فلم يجدها فرصة في زمن الرحيل،
كم من ابن لم يُعطِ أمه حقها قبل أن تفقده، وكم من صديق لم يودع أخاه بلمسة وداعٍ، لأن الحياة تأخرت على أن تعيده إليه.

يا لحنان العيد حين ندرك أنه هدية من الرحمن، نفحة عمر أُهديت لنا لنُملأها بالخير، بالتوبة، بالحب، بالدعاء النقي،
فلنجعلها جنة في قلوبنا، ملجأ للروح، وطوق نجاة من وحشة الغياب.

ولا تنسَ، خلف كل ضحكة عيد هناك دمعة حارقة، وقلبٌ يحترق شوقًا لمن غاب، وقبرٌ جديد يحمل اسمًا، كتب عليه: “غاب عن العيد، وتركت فراغًا لا يملؤه إلا الذكر والدعاء”،
وربما نحن يوماً ما من بين هؤلاء الذين يُذكرون على لوح الحزن في صمت القبور.

أيها الأحياء..
لا تغترّوا بزينة العيد التي تبهركم، ولا تؤجلوا كلمة صادقة تطيب القلب، ولا تبخلوا بالصفح والحب، فقد تكون آخر ما تقوله شفاءً لقلبٍ سينطفئ، وربما دعوة اليوم تكفي لتضيء ظلمة القبر.

اللهم اجعل أعيادنا كلها نورًا وذكرًا، ولا تجعل عيدنا القادم موعد وداع نُسجّي فيه:
“من يدري.. هل سنشهد العيد القادم؟”

صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
#من يدري.. هل سنلتقي في العيد القادم

محرر المحتوى

حسن الصالح
محرر وناشر محتوى
اعلامي ومحرر ومصور صحفي ورياضي ، حاصل على دبلوم الاعلام الجديد من الاكاديمية العالمية للتدريب والتطوير البريطانية GATD ، حاصل على العضوية الصحفية بصحيفة شبكة نادي الصحافة السعودية ، مسؤول التحرير والتصوير والعلاقات العامة بصحيفة شبكة نادي الصحافة الالكترونية بمحافظة الاحساء ، كاتب رياضي ورئيس القسم الرياضي بالصحيفة بالاحساء

شارك وارسل تعليق

أخبار مقترحة