صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية 

منذ 15 ساعة و 11 دقيقة 0 79 0
عندما ينقلب الميزان، من قوم عاد وثمود إلى مشاريع السيطرة على الطبيعة.
عندما ينقلب الميزان، من قوم عاد وثمود إلى مشاريع السيطرة على الطبيعة.
عندما ينقلب الميزان، من قوم عاد وثمود إلى مشاريع السيطرة على الطبيعة.

عندما ينقلب الميزان، من قوم عاد وثمود إلى مشاريع السيطرة على الطبيعة.

الكاتب / د.هاشم محمد الحبشي

في كل حقبة، تُسحر أممٌ بقدراتها العلمية أو العسكرية، فتَظنُّ أنها بلغت ذروة السيطرة والتحكم، وتَغفل عن أن القوانين الكونية التي أرساها الله تعالى لا تُجتاز دون ثمن باهظ.

 

يُحكي لنا القرآن الكريم مصائر أقوامٍ عتتْ في الأرض ثم بادتْ، لا لضعفٍ في سلاحها، ولا قصورٍ في عمرانها، بل لاعتدائها على حدود السنن الإلهية الراسخة.

يقول تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (-) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (-) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ) الفجر: 6-8.  

فقد كانت "اقوم عاد" ذات بطشٍ هائل، وتمكُّنٍ في البناء والجبروت، لكنهم حين طغوا وتجبَّروا، ولم يُقيموا ميزانَ الحق، حلَّ بهم العذابُ ريحاً عقيماً، لم تَتركْ لهم شيئاً ولم تَذرْ.

وكذلك "اقوم ثمود"، الذين نَحتوا في الجبال بيوتاً عظيمة، وبلغوا شأناً رفيعاً في العمارة والعلم، حتى وصفهم القرآن (وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ) الشعراء149.  

لكنهم لما جاروا وتعدَّوا، أخذتهم الصيحةُ فأصبحوا في ديارهم جاثمين هامدين.

وحتى فرعون، الذي ادَّعى (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) النازعات24،  

لم تُنْجِه جيوشُه الجرارة، ولا حصونُه المنيعة، ولا علومُ سَحَرته وبُناةِ صَرحِه، فالتَطَمَّ عليه البحرُ، وصارَ آيةً للعالمين.

 وفي عصرنا الحاضر.. مشاريع ضخمة تلامس السماء..!

لم يَعُدْ طغيانُ الأمم الحديثة مقتصراً على القوة العسكرية، بل اتخذ وجهاً جديداً عبر محاولة السيطرة على مقومات الحياة ذاتها:  

- التلاعبُ بالكائنات الدقيقة عبر هندسة الفيروسات واللقاحات.  

- العبثُ بنُظُم الطقس بتقنيات التعديل المناخي.  

- مشاريعُ مثل "HAARP" التي تُرسل موجاتٍ كهرومغناطيسيةً عاليةً إلى طبقات الجوّ العليا، تحت غطاء البحث العلمي، بينما تُحيط بها شُبهاتُ التلاعب بمنظومات الأرض الأساسية.

قد تُقدَّم هذه المشاريع باسم التقدم العلمي، لكن النوايا الخفية والتجبُّرَ الكامنَ خلفها يُذكِّران بسلوك "عادٍ وثمودَ وفرعون"، حين توهموا أنهم قادرون على تحدي نواميس الكون.

⚖️ إن ميزان الله لا يكسر..!  

يقوم الكونُ على نظامٍ إلهيٍّ محكم، وأي محاولةٍ لاختراق هذا النظام أو تجاوزه ليست مجرد اعتداءٍ على الطبيعة، بل هي تحدٍّ صريحٌ لإرادة الخالق.  

يقول تعالى (وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ) يونس 24.  

هذا التحذيرُ الإلهيّ ليس حِكراً على الأمم الغابرة؛ إنه سنةٌ ماضيةٌ: كلُّ مَنْ تَعدَّى حدودَ الله، واغترَّ بقدرته على التحكم في أرض الله وسمائه، سيواجه نهايةً محتومةً، مهما بلغَ من عتادٍ وعلم.

 

???? دعوةٌ للتأمل والاعتبار  

هذه ليست دعوةً للارتياب من العلم أو التحسُّرِ على التقدم، بل دعوةٌ لإخضاع منجزات العلم لرقابة الضمير الإيماني، وإدراكِ حدود الإنسان أمام عظمة خالقه.  

إن أسمى العلوم هي تلك التي تَخْضع لربوبية الله، وتسير في فلك سننه، لا تلك التي تُطاولُ خلقه وتُعاكسُ نواميسَ كونِه.

&nbsp;</p>

<p>

صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
عندما ينقلب الميزان، من قوم عاد وثمود إلى مشاريع السيطرة على الطبيعة.

محرر المحتوى

جمعه الخياط
المدير العام
رئيس مجلس الادارة والمستشار الفني

شارك وارسل تعليق

أخبار مقترحة