ذهب مخفي في قطرة بحر، معادن الحياة بين الطب والتقنية

بقلم الدكتور/ هاشم محمد الحبشي 
ـ عالم وباحث في علم وتقنية النانو، شيفرة النانو0369 
ـ عضو الهيئة العلمية العليا للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، عضو هيئة مجلس العلماء العرب.

- من "الذهب الأبيض" إلى صيدلية المستقبل

عبر التاريخ، لم يكن الملح مجرد مادة للتبادل التجاري أو حفظ الطعام، بل كان عملة الحضارات وعصب اقتصادها. اليوم، يحمل لنا البحر نفس الكنز لكن بلغة العصر: عناصر متناهية في الصغر تُعيد تعريف علاقتنا بالطب والطاقة والحياة نفسها. إنها رحلة من "الراتب" (Salary) المشتق من الملح في روما القديمة، إلى محاليل الإنعاش في أروقة المستشفيات الحديثة، في دلالة على أن البحر لم يتوقف عن منحنا أسباب الحياة.

- البحر، المستودع الكوني والعطاء المتجدد

يذكرنا القرآن الكريم بأننا لسنا الخازنين للماء العذب في قوله تعالى (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)الحجر. لكن هذا الماء العذب يأتينا من خزّان أكبر وأعظم: البحر. فهو المستودع الأصلي الذي يتبخر منه الماء ليعود إلينا ندىً ومطراً، وهو أيضاً الخزّان الطبيعي لأكثر من 92 عنصراً أساسياً لحياة الإنسان والكوكب.

- بحر يشفيك 5 معادن من الموج إلى جسدك

عندما يدخل مريض إلى غرفة الطوارئ، يكون أول ما يُنقذ به هو محلول ملحي وريدي. هذا المحلول هو شاهد حي على أن البحر لا يزال يمنحنا الحياة:
⚡ المغنيسيوم: يوازن نبض القلب ويهدّئ الأعصاب.
???? الكالسيوم: يقوي العظام وينشّط الإشارات العصبية.
???? الصوديوم: يحافظ على توازن السوائل وضغط الدم.
???? البوتاسيوم: ينظم عمل العضلات ويمنع الخلل الخلوي.
???? اليود: يغذي الغدة الدرقية ويعزز النمو

كل هذه العناصر مصدرها الأول هو مياه البحر، التي تتحول عبر التقنيات الحديثة إلى أدوية تنقذ الأرواح.

- أورموس (ORMUS), عندما تتحول الذرات إلى كنز

في العصر الحديث، اكتشف العلماء شكلاً جديداً من وجود المعادن في البحر يُعرف باسم "العناصر الأحادية الذرة" (ORMUS)، حيث توجد المعادن في حالة نانومترية فريدة تظهر خصائص استثنائية في توصيل الطاقة والضوء. هذه العناصر قد تكون مفتاحاً لتطبيقات طبية وتكنولوجية مستقبلية، مما يؤكد أن البحر لا يزال يحتفظ بأسرار لم تُكشف بعد.

- البنية البلورية,  همسة الكون المنتظمة

يكشف العلم أن بلورة الملح هي نموذج مادي لنمط اهتزازي منتظم ودقيق. هذه البنية لا تحفظ الطعام فحسب، بل قد تعمل - كما تشير بعض النظريات - كـ مستقبل ومرسِل للطاقة والاهتزازات. وهذا ما يمنحها ذلك الدور المثير في الحمامات المالحة therapies التي أعادت للجسد توازنه، كما أشار إدغار كيس.

- الاهتزاز على مستوى النانو, لغة الكون الخفية

هنا يأتي دور شيفرة النانو9630 كجسر للتفسير. ففي المستوى النانو، كل شيء عبارة عن اهتزاز وطاقة. العناصر الأحادية الذرة (ORMUS) التي تستخرج من البحر قد تحمل خصائص اهتزازية فريدة، تكون فيها المادة على حافة الطاقة، مما يفسر احتمالية تأثيرها على الوعي والطاقة الحيوية، كما يُشير الباحثون في هذا المجال.

- استخلاص الكنوز, تقنيات المستقبل من عمق الأمواج

لم يعد استخراج الملح مقصوراً على التبخير الشمسي، بل أصبحنا اليوم نستخدم:
· الأغشية النانوية لاستخلاص الليثيوم النادر لصناعة بطاريات المستقبل.
· التحليل الكهربائي لاستخراج معادن نادرة تدخل في صناعة الإلكترونيات المتطورة.
· المعالجة الحيوية باستخدام كائنات دقيقة لامتصاص عناصر محددة بكفاءة عالية.

- الشفرة الكونية لماذا "شفرة النانو9630"

 رمزٌ لتكامل الدور الكوني للبحر:
· 9: اكتمال دائرة الطاقة بين الإنسان والكون
· 6: توازن الاهتزازات بين الجسد (المادة) والروح (الطاقة)
· 3: الوحدة بين العقل والجسد والروح
· 0: دائرة الكون المغلقة واللانهائية، مصدر كل الاهتزازات

- من اقتصاد الملح إلى اقتصاد الطاقة

لم يعد الملح مجرد سلعة اقتصادية، بل قد يصبح في المستقبل سلعة طاقية وروحية. لقد انتقلنا من استخدامه كعملة للمادة، إلى كونه جسراً لفهم أعمق للطاقة والوعي.

إنها رحلة من قاع البحر، حيث تُختزن أسرار المادة، إلى أعماق الوعي الإنساني، حيث تختزن أسرار الطاقة. وشيفرة النانو9630 هي دليلنا في هذه الرحلة، لتذكيرنا أن كل شيء في هذا الكون متصل... يهتز بنغمة واحدة.