الكاتبة ـ مريم سليمان الجهني .
لعلّ ديسمبر يخرج هذا العام من بين الفصول كقائدٍ لا يخشى الإعلان، ويرفع صوته قائلًا:
«بحوزتي هديّة لا تُشبه باقي الهدايا… اسمها الأمان».
لعلّه يقف في وجه يناير بثقة المنتصر، ويتباهى بأنه قادر على تضميد ما انكسر فينا. فالأمان هو أثمن ما نطلبه؛ هو السقف الذي نحتمي به من ارتجاف الغد، واليد التي تهدئ قلبًا أتعبه الترقّب.
مرّت شهورٌ طوت خلفها مشاعر منهكة، كلّ شهر يأخذ شيئًا من راحتي، ويغلق بابًا من طمأنينتي. حتى صار الخوف من القادم رفيقًا لا يهدأ، وصار قلبي يسألني مرارًا: إلى متى هذا القلق؟ كنت أراقب الزمن وكأنّي أخوض معه سباقًا… أيهما يفوز: خوفي أم أملي؟
يا ديسمبر… رجوتك أن تكون أرفق من أخواتك، أن تخرج دون أن تكرر قسوة الأشهر التي سبقتك. أكتوبر أنهكني، نوفمبر سرق سكوني، وكلّ شهرٍ مضى خلّف في داخلي أثرًا يشبه الوجع المؤجّل. لهذا لا أطلب الكثير… أطلبك مختلفًا. أطلبك جسر عبورٍ إلى ضفةٍ اسمها الأمان، فهل تُثبت أنك أجمل الشهور قبل أن يحلّ يناير؟
لا أعلم ما الذي تخبئه لنا سنة 2026، لكنّي أرجو أن يكون آخر نفسٍ من 2025 غيمةً مثقلة بالخير، تبدأ بهتانًا رقيقًا يطمئن القلب… ثم تنهمر مطرًا يُشبه الدعاء المستجاب.
اللهم اجعل يناير مطرًا لأحلامنا، لا شمسًا حارقة تترك أثرها على أرواحنا.
اللهم اجعل القادم لا يشبه ما فات، واجعل من انتظارنا جسرًا يعبر بنا نحو الطمأنينة التي حُرمناها طويلًا.
اللهم امنحنا عامًا ينهض بنا لا علينا، يفتح لنا أبوابًا لم نتخيلها، ويأخذ بأيدينا إلى مدنٍ لا يسكنها الخوف.
اللهم اجعل ديسمبر علامة نجاة… واجعل يناير صفحة بيضاء نكتب فيها من جديد، بقلب مطمئن، وروح تعرف أن ما كتبه الله لا يأتي إلا جميلًا.
⸻
ومع آخر خفقة من قلب هذا العام، أدرك أن النبض ليس شهورًا، بل أيامًا تتسلل إلى قلوبنا، تجري بين وريد ووريد، وتسبق فجراً لتنير أرواحنا.
هي أيام عقبت جراحًا، تضمد كل خيبة شعرنا بها أيامًا، هي خفقات وهزات كادت تكسر، لكنها تتحول لأفراح تنتظرنا.
دعينا نرسم بأرواحنا ألوان الأمل، لوحات تتخللها تواريخ مختلفة، يتحوّل بعضها إلى ميلاد خُلدت فيه الأفراح، ونغلق صفحة 2025 ونحن نحمل بذور الثقة، ننثرها على ارض يناير القادم لتثمر سنة جديدة، بل حديقه مختلفه الزهور … تزكي انوف بعبقها
فليكن آخر نفسٍ من هذا العام شريانًا ينساب في أعماقنا، يرويها بالسكينة، ويوقظ فينا يقينًا: أن الله لا يترك قلبًا صادقًا إلا ويملؤه أملًا.
⸻
ولنجعل يناير يبدأ معنا بهذا الوعد، حرفًا حرفًا، يحمل لكل منا أملًا ودعاءً ويقين بالله:
ي – ينبض القلب باليقين، بأن القادم سيحمل لنا الخير الذي كتبه الله لنا.
ن – نسمات النجاح تطرق أبوابنا برفق، ونثق بأن الله سييسر لنا خطواتنا.
ا – أملٌ يزهر في أعماقنا، يذكّرنا أن كل غدٍ جديد هو من رزق الله وفرصه.
ي – يشرق العام كابتسامة على الروح، ونؤمن بأن الله يضيء دروبنا ويخفف همومنا.
ر – رضا يغمرنا من الداخل، ويجعلنا مطمئنين بأن كل ما يأتينا من عند الله خير لنا .
صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية

.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)

.jpg)
.jpg)




.jpg)
.jpg)


.jpg)











.jpg)

.jpg)



