الكاتبة ـ مريم سليمان الجهني .
المرأة الناجحة أكثر صلابة من الرجل الناجح،
لا لأن قوّتها أعلى، بل لأن طريقها أطول،
ومعاركها أكثر اتساعًا وتشعّبًا.
فالرجل، في كثير من الأحيان، يبدأ رحلته مدعومًا باستقرارٍ منزلي؛
زوجة تصنع له بيئة هادئة،
وتتحمّل أعباء البيت،
وتدير تفاصيل الأبناء،
فتمنحه مساحة ذهنية صافية
يُركّز فيها على أهدافه،
وينصرف إلى بناء نجاحه بثبات.
وحين يكون هذا الدعم مقرونًا بوعي الأسرة،
وحضور الأم والأب سندًا وتشجيعًا،
يصبح الطريق ممهّدًا،
وتكون التحديات محصورة غالبًا في نطاق العمل
ومواجهة العالم الخارجي.
فالرجل هو الأب في مسؤوليته، والزوج في احتوائه، والأخ في سنده، والإبن في برّه، تتعدّد أدواره لكن يظل جوهره واحدًا حين يحمل القيم ويؤدي واجبه بوعي.
أمّا المرأة الناجحة،
فقوتها لا تُقاس بالقوة المجردة،
بل بسعة المحيط الذي تتحرك داخله.
هي لا تواجه تحديًا واحدًا،
بل تصعد هرمًا كاملًا من المسؤوليات؛
تبدأ بالأهل وتوقعاتهم،
وتمرّ بنظرة المجتمع وأحكامه،
وتتعثر أحيانًا…
لكنها تنهض،
تنفض عن روحها غبار الإنكسار،
وتواصل السير بإصرارٍ صامت.
ثم تقفز إلى البيت،
تديره بحكمة،
وتحتوي الأسرة بكل تفاصيلها،
وتشارك في صناعة نجاح الرجل والأبناء،
قبل أن تعود مجددًا إلى محيط العمل،
حيث المنافسة،
والإدارة،
وتحديات إثبات الذات.
لهذا لا تتشابه النجاحات،
ولا تُقاس بالمعايير ذاتها،
حتى وإن اختلفت الآراء حول ذلك،
فالواقع يشهد بأن نجاح المرأة
ليس محطة عابرة،
بل رحلة مركّبة،
غاصت فيها الأعماق
لتصل إلى شاطئ الإنجاز
وقد تركت أثرها خلفها.
هي أمٌ بصبرٍ طويل النفس،
منذ البدايات الأولى للحياة،
وهي زوجة توازن بين العاطفة والعقل،
وتدير الأدوار بمسؤولية ووعي.
فالمرأة حُملت بقدرة عظيمة، تحمل في داخلها قوة هائلة وطاقة لا تُقهر، تجعلها قادرة على التوازن بين حياتها ومسؤولياتها، ومواجهة كل التحديات بصبر وإصرار، فتتجاوز الصعاب، وتلهم من حولها، وتبني الأمل في كل خطوة، لتكون مصدر قوة وإشعاع لكل من يراها.
ومع ذلك،
لا يمكن تجاهل دور الرجل الواعي؛
ذاك الذي كان نورًا في طريق زوجته،
أو أخته،
أو ابنته، فدعم، وشجّع،
ومدّ يده بثقة واحترام،
ولا نتكلم هنا عن حالات فردية شقوا طريقهم بمفردهم، بل عن أكبر شريحة مشتركة في المجتمع، رجالًا ونساءً، الذين يعيشون الواقع اليومي بكل تحدياته ويبنون نجاحهم بإصرار وثبات.
فتكتمل الصورة حين يتشارك كلاهما النجاح،
ويصبح الإنجاز ثمرة يدين،
تُحتفل بها كل الأسرة،
ويُرفع لها راية الإحترام والتقدير معًا.
ويبقى الرجل العظيم، هو من قدّر هذا الجهد، وفهم عظمة التضحيات، وقف بجانب المرأة باحترام ودعم، يمد يده بثقة ورفق حين تحتاج، ويكون السند والرفيق في كل لحظة، مشاركًا في صناعة النجاح، ورافعًا لراية الإحترام والتقدير، ليكتمل المشهد العظيم للنجاح المشترك .
صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية

.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)

.jpg)



.jpg)
.jpg)


.jpg)












.jpg)

.jpg)




