“الشخصية الإيجابية: توازن وثقة بالله وقوة داخلية تحطم الصعاب”

المدينة / الكاتب: عبدالله بخاري

شارك الكاتب عبدالله بخاري صباح يوم الخميس 8 ربيع الآخر 1446هـ، الموافق 2 نوفمبر 2024، في برنامج “أنفاس الصباح” عبر إذاعة نداء الإسلام من مكة المكرمة، حيث تناول موضوع “الشخصية الإيجابية”. وقد ركزت مداخلته على سؤال الحلقة: “كيف يمكن للإنسان أن يكون إيجابيًا من وجهة نظرك؟” مؤكدًا أن الإيجابية ليست مجرد حالة عابرة، بل هي منهج حياة يقوم على التوازن والانسجام مع الذات، متجذرًا في قوة الإيمان والثقة بالله وقوة داخلية تساعد على تحطيم الصعاب.

تجمع الشخصية الإيجابية بين توازن المشاعر وقوة التحمل. فالإيجابية لا تعني أن يخلو الإنسان من المشاعر أو أن يكون غير مبالٍ، بل هي القدرة على مواجهة التحديات وتوظيفها لصالحه. هذا التوازن يُمكّنه من الصمود أمام الصعوبات دون التخلي عن واقعيته. فالشخص الإيجابي يرى العقبات كفرص للنمو، ويواجهها بروح صلبة واثقة، لأنه يمتلك إيمانًا عميقًا بأن الله معه ويوجهه إلى ما فيه خير.

وفي مداخلته، تطرق إلى الحديث القدسي: “أنا عند ظن عبدي بي”، موضحًا أن حسن الظن بالله والثقة به هما أساس جوهري للشخصية الإيجابية. هذه الثقة تمنح المسلم طمأنينة دائمة، وتجعله قادرًا على مواجهة تحديات الحياة بثبات وروح عالية، مدركًا أن الله لن يتركه وحده في مواجهة الصعاب. يكفي أن يتوكل المسلم على الله، فذلك يمنحه قوة داخلية عظيمة تجعله يتجاوز كل الصعوبات بروح متفائلة ومطمئنة.

وبالرغم من أن الإيمان يمنح المسلم طاقة فريدة، فإن هناك أمثلة عديدة لأشخاص غير مسلمين يتمتعون بشخصيات إيجابية وإرادة قوية. يعتمد بعضهم على قوة الإرادة الذاتية، أو يستمد الدعم من محيطه ومعتقداته الإنسانية، ويحققون إنجازات ملهمة. فالإيجابية لديهم قد تأتي من الالتزام بأهداف شخصية، أو قيم أخلاقية، أو حب للآخرين. وهذا يذكرنا بأن الإيجابية تتجلى أيضًا في حسن الخُلق، الالتزام، والقدرة على التأثير في الآخرين بشكل إيجابي.

وختامًا، يجب التأكيد على أن الإيجابية ليست مجرد مظهر خارجي، بل هي طاقة داخلية متجددة تتطلب توازنًا واعيًا وثقة راسخة. فالإيجابية تُمكّننا من تحطيم الصعاب وتجاوزها، ليصبح الإنسان قدوةً في كيفية التعامل مع الحياة بكل ما فيها من تحديات، بروح متفائلة تملؤها الثقة بالله، أو بأخلاق وقيم إنسانية سامية.