رحيل “أمير الصبر”.. الأمير الوليد بن خالد بن طلال
حسن الصالح – الاحساء - الرياض
فُجع الشارع السعودي، اليوم، بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن خالد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، بعد سنوات طويلة من المعاناة الصحية التي استمرت لما يزيد على 18 عامًا، ظل خلالها في غيبوبة إثر حادث مروري أليم تعرض له عام 2005.
الأمير الوليد – رحمه الله – شكّل حالة إنسانية نادرة، استحوذت على اهتمام واسع محليًا وعربيًا، وأصبح خلالها رمزًا يُضرب به المثل في الصبر والثبات، وارتبط اسمه في الذاكرة الجمعية بلقب “الأمير النائم”، نظرًا لبقائه في وضع صحي حرج طوال تلك السنوات، دون أن يغيب عن قلوب الناس.
رمزٌ للثبات.. ورسالة للوفاء
لم يكن الأمير الراحل حاضرًا في المشهد العام بفعله أو صوته، بل بقدرته على الإلهام، وقوة تأثير قصته التي تجاوزت بعدها الشخصي لتصبح رمزًا للأمل والإيمان، حتى في أقسى الظروف. وكان والده، صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن طلال بن عبدالعزيز، نموذجًا في الوفاء الأبوي، إذ لم يفارق نجله، ورفض جميع الدعوات الطبية إلى إنهاء الرعاية، متمسكًا بالأمل حتى آخر لحظة.
ظلت العائلة الكريمة ترافق الأمير الوليد طوال فترة مرضه، موفرة له الرعاية الطبية والإنسانية الكاملة، ومحاطة بمحبة الناس ودعائهم المستمر، ما أضفى على المشهد طابعًا إنسانيًا نادرًا في تفاصيله وعمقه.
تفاعل واسع ورسائل تعزية
وقد شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا كبيرًا فور إعلان نبأ الوفاة، حيث عبّر مواطنون ومقيمون ومتابعون من داخل المملكة وخارجها عن حزنهم الشديد، مستذكرين رحلة الأمير الراحل التي لامست قلوب الملايين، ومشيدين بمواقف والده الداعمة والمضحية، التي تحوّلت إلى نموذج يُحتذى في الصبر والثقة بقضاء الله.
ذكرى باقية في وجدان المجتمع
برحيل الأمير الوليد بن خالد، تطوى صفحة مؤثرة في سجل القصص الإنسانية بالمملكة، إلا أن ذكراه ستظل حاضرة، بوصفه حالة استثنائية جمعت بين الألم والصبر، وعبّرت عن معانٍ كبيرة في الحب والوفاء، رسختها أسرته الكريمة، وتعاطف معها المجتمع بكل فئاته.
رحمه الله رحمة واسعة، وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
“إنا لله وإنا إليه راجعون.”
صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية