صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية 

منذ 3 يوم 0 30 0
الطلاق الصحي: كيف يمكن أن يكون الطلاق بأقل الأضرار على الأبناء؟
الطلاق الصحي: كيف يمكن أن يكون الطلاق بأقل الأضرار على الأبناء؟

الطلاق الصحي: كيف يمكن أن يكون الطلاق بأقل الأضرار على الأبناء؟

 

الكاتب والإعلامي/عبدالله عبدالهادي بخاري

 

مداخلة في إذاعة نداء الإسلام - برنامج “أنفاس الصباح”

 

في صباح يوم الثلاثاء 14 رجب 1446 هـ، الموافق 14 يناير 2025م، كانت لي مداخلة قيمة على إذاعة “نداء الإسلام” عبر برنامج “أنفاس الصباح”، حيث تناولت موضوعًا حساسًا ولكنه مهم: “الطلاق الصحي”. تم تقديم المداخلة باسم مجموعة “خدمة المجتمع” التابعة لصحيفة “شبكة نادي الصحافة الإلكترونية”.

 

إن الطلاق في بعض الأحيان قد يكون حتميًا، خاصة عندما تعاني العلاقة الزوجية من اهتراء أو عقبات تؤثر سلبًا على الزوجين أو الأبناء إذا وجدوا. ورغم أن الطلاق يعتبر في كثير من الأوقات أمرًا غير مرغوب فيه، إلا أنه قد يكون الحل في بعض الحالات. ولكن الأهم في هذه القضية ليس مجرد الطلاق ذاته، وإنما كيفية التعامل مع هذا الحدث وكيفية إدارته بالشكل الذي يقلل من أضراره، خاصة عندما يكون هناك أبناء.

 

الوقاية خير من العلاج

 

لتجنب هذه الحالة من الأساس، يجب على الزوجين أن يدركوا أنه حتى في العلاقة المقدسة بين الزوجين، قد تحدث اختلافات وصراعات قد تؤدي إلى تدهور الوضع. ولذا، فإن الوقاية هي الحل الأمثل. “الوقاية خير من العلاج”، وأهم خطوة في الوقاية هي حسن اختيار الشريك، بالإضافة إلى التأكد من أنهما يتشاركان في القيم والمبادئ وتوافق البيئة الاجتماعية والثقافية بينهما.

 

إذا وقع الطلاق

 

وإذا وقع الطلاق بالفعل، يجب أن نتذكر أن القاعدة الأساسية هي: “ولا تنسوا الفضل بينكم”، وهي قاعدة قرآنية رائعة تعلمنا كيفية التعامل مع الآخر بتسامح واحترام. ولكن هناك مشكلة حقيقية إذا كان هناك أطفال. ففي حالة وجود الأطفال، يصبح الطلاق أكثر تعقيدًا وتضررًا، حيث يجب على الأب والأم أن يراعيا مصلحة الأبناء أولاً وأخيرًا.

 

تجنب استخدام الأطفال كوسيلة انتقامية

 

من الأهمية بمكان أن يتجنب الزوجان استخدام الأطفال كأداة للانتقام من الطرف الآخر. الطلاق لا يجب أن يكون نقطة انطلاق لمشاكل جديدة، بل ينبغي أن يكون نهاية لصراع قد أثر على الأسرة بأكملها. يجب تجنب تحويل الأطفال إلى طرف في النزاع، حيث إن تأثير الطلاق عليهم قد يكون أسوأ من الطلاق نفسه. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون الأب والأم حريصين على تأمين بيئة مستقرة وسليمة لأبنائهم بعد الطلاق، بعيدًا عن الشحناء والمشاكل بين الزوجين.

 

الدروس المستفادة من النبوة الشريفة

 

لا بد من تذكر حادثة بيت النبوة التي تقدم درسًا عظيمًا في كيفية إدارة الطلاق بشكل حكيم. فقد عرض الرسول صلى الله عليه وسلم الطلاق لبعض أزواجه، ولكن في المقابل، تنازلت زوجاته عن حق المبيت، وهو ما يعكس مرونة وتفاهمًا في التعامل مع المشاكل الزوجية. وهذا درس في ضرورة الحفاظ على العلاقة الأسرية، حتى في أحلك الظروف.

 

في القرآن: سورة الطلاق

 

كما نعلم، فقد وردت في القرآن الكريم سورة كاملة باسم “سورة الطلاق”، التي تقدم توجيهات هامة حول الطلاق وكيفية التعامل معه وفقًا للشرع. هذه السورة تذكرنا بأهمية معالجة الطلاق بالشكل الذي يحفظ حقوق الطرفين ويضمن استقرار الأسرة قدر المستطاع، وكذلك احترام الأبناء ومراعاة مصلحتهم في حال وجودهم.

 

الخلاصة

 

في الختام، يجب أن نتذكر أن الطلاق ليس دائمًا نهاية الطريق، بل هو بداية لفصل جديد قد يكون أكثر استقرارًا وراحة إذا ما تم التعامل معه بشكل صحيح. وكلما كان الزوجان قادرين على إدارة هذا الأمر بحكمة، فإن الأضرار ستكون أقل على الجميع، خاصة الأبناء.

 

 

صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
الطلاق الصحي: كيف يمكن أن يكون الطلاق بأقل الأضرار على الأبناء؟

محرر المحتوى

جمعه الخياط
المدير العام
رئيس مجلس الادارة والمستشار الفني

شارك وارسل تعليق

أخبار مقترحة