لن نكون فصلاً في كتاب الاندثار.. ولن نسمح بتكرار مأساة الأزتك..
????بقلم الدكتور هاشم محمد الحبشي ـ
عالم وباحث في علم وتقنية النانو، شيفرة النانو0369
ـ وعضو الهيئة العلمية العليا للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، عضو هيئة مجلس العلماء العرب.
مأساة الأزتك لن تتكرر..
لأننا نقرأ التاريخ لا أن نعيده..
نتعلم من الدرس لا أن نرثيه..
التاريخ لا يندثر
التاريخ ليس مجرد ذكريات يُستعاد في أوقات الفراغ، بل هو مرآة تعكس الحاضر وتنذر بالمستقبل. وما ولادة سيد البشر ﷺ إلا فاصلاً زمنياً لم يكن للأمة العربية والإسلامية فحسب، بل كانت رسالة خالدة للثقلين من الإنس والجن، تحمل في طياتها كلمة التوحيد والنور "لا إله إلا الله محمد رسول الله". ما جرى في الماضي، عندما أُبيدت حضارات عريقة في الأمريكتين، لم يكن حدثًا منفردًا، بل كان نموذجًا استعماريًا تكرر عبر العصور.
اليوم،تواجه الأمة الإسلامية مرحلة مماثلة، وإن تلبست بأساليب وأدوات مختلفة.
الماضي الأسود، حين بكت القارات
⚔️ الفاتحون والفيروسات
إمبراطورية الأزتك في المكسيك، وإمبراطورية الإنكا في البيرو، كانتا تضمّان ملايين السكان ومدنًا عملاقة.
لكن بين 1519 و1535 سقطتا أمام حفنة من الغزاة الإسبان:
· كورتيس بـ 500 جندي فقط، أسقط الأزتك.
· بيزارو بـ 168 جنديًا فقط، دمّر الإنكا.
لم تكن البنادق وحدها هي السلاح، بل جاء الجدري والحصبة ليقتلا 80-90% من السكان.
⛓️ من الذهب إلى القيود
نُهبت مئات الأطنان من الذهب والفضة، وأُرسلت إلى مدريد ولشبونة.
السكان الأصليون حُوّلوا إلى عبيد في المناجم والمزارع.
نظام"Encomienda" جعل الإنسان ملكًا للغزاة، يعمل حتى الموت.
⚓ عبيد بلا وجوه
لم تكفِ اليد العاملة في القارة الجديدة، فبدأت أكبر عملية اتجار بالبشر في التاريخ.
ملايين الأفارقة شُحنوا بالسلاسل عبر الأطلسي.
تحوّل البحر إلى مقبرة عائمة.
⛪ الخرائط تُرسم بالمدافع والصليب
الكنيسة باركت الاحتلال، واعتبرت "تنصير الوثنيين" رسالة مقدسة.
اللغات الأصلية حُرّمت،المعابد هُدمت، والمدن أعيد بناؤها بهوية أوروبية.
النتيجة:قارة كاملة سقطت من 60 مليون نسمة إلى أقل من 6 ملايين خلال قرن واحد فقط.
الحاضر: استعمار بثياب جديدة
الاستعمار العسكري انتهى شكليًا، لكن جوهره لم ينتهِ. تغيّرت السيوف إلى شركات، والكنائس إلى إعلام، والقيود الحديدية إلى ديون بنكية.
???? الاقتصاد كسلاح
البنك الدولي وصندوق النقد يفرضان سياسات تقشف وإفقار.
الثروات الطبيعية ما زالت تُنهب عبر الشركات العابرة.
????️ الإعلام كسلاح
تشويه الهوية، ضرب اللغة، وصناعة وعي مشوّه يبرر التبعية.
????️ التفتيت كسلاح
حدود سايكس بيكو بالأمس تحوّلت اليوم إلى مشاريع تفتيت جديدة: طائفية، عرقية، جغرافية.
⚡ التكنولوجيا كسلاح
نشر الفيروسات واللقاحات وزرع الشريحة والذكاء الاصطناعي،البيانات، والتحكم الرقمي أدوات استعمار جديد.
ليس الهدف احتلال الأرض،بل احتلال العقول.
تحذير للأمة، التاريخ يعيد نفسه
الأمة الإسلامية اليوم تُستهدف كما استُهدفت شعوب أمريكا اللاتينية وأفريقيا قبل قرون.
· حين يتفرق الجسد، يسهل ابتلاعه.
· حين تُسرق الهوية، يسهل تحويل الشعوب إلى عبيد.
· حين يُمحى التاريخ، يُكتب المستقبل بيد الغزاة.
إما أن نقرأ التاريخ... أو نكرره
للتاريخ صوت يصرخ:
"ما أُخذ بالسيف والسفن بالأمس…يُؤخذ اليوم بالقروض والشركات."
???????? إن أخطرَ أسلحةِ الاستعمار طوفانُ الجهل الذي يعصفُ بالأمم... وأعظمُ ما يهدده قمم المعرفة التي تشرق بالحق.
????"لا إله إلا الله محمد رسول الله".
وطوق النجاة الوحيد من هذه الأمواج المتلاطمة هو العودة إلى المنبع الصافي، إلى النور الذي أشرق للعالمين، إلى كلمة الحق المطلق "لا إله إلا الله محمد رسول الله". فهي الشعاع الذي يهدي من الضلال، والقوة التي تنتشل من وهدة التبعية، والهوية التي تصون من الذوبان.
???? من طوفانٍ مظلم يغرق العقول إلى قممٍ شامخة تحيي الحضارات، هذه هي الخارطة العالمية لإحياء الأمة بالعودة إلى النبع الأصيل ????
????"لا إله إلا الله محمد رسول الله".
إن لم نعتصم بحبل الله المتين، فإن أجيالنا القادمة ستقرأ عنّا كما نقرأ نحن عن الأزتك والإنكا: أمة عظيمة… أُبيدت في غفلة.
صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية