سلسلة ضبط النفس بالنفيس تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!
الآيات 06 - 08 سورة القمر ، اللقاء، (03)
(فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ۘ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ * خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ* مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ ۖ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَٰذَا يَوْمٌ عَسِرٌ).
(فَتَوَلَّ عَنْهُمْ)، أي عن الذين كذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر سيء مستقر في أذهانهم، والخطاب هنا موجه للرسول عليه الصلاة والسلام ولمن سار على نهجه ممن يدعون الناس إلى صراط الله المستقيم، بأن يتولوا عنهم ولو كانوا من آبائهم أو أبنائهم أو عشيرتهم، فلا شفيع يشفع لهم، ولا نصير ينصرهم، (فَإِذَا جَاۤءَتِ ٱلصَّاۤخَّةُ * یَوۡمَ یَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِیهِ * وَأُمِّهِۦ وَأَبِیهِ * وَصَـٰحِبَتِهِۦ وَبَنِیهِ * لِكُلِّ ٱمۡرِئࣲ مِّنۡهُمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ شَأۡنࣱ یُغۡنِیهِ)، يوم يدعو الداعي وهو إسرافيل عليه السلام الموكل بالنفخ في الصور، بالنفخة الأولى التي يخرجون بها، (مِنَ الْأَجْدَاثِ) أي من قبورهم فزعين مذعورين، (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ)، فترى الظالمين المكذبين (مُّهْطِعِينَ) والإهطاع: هو الإسراع في المشي مع مد العنق إلى الإمام في ذل وانكسار، مجيبين الداعي، وليس بإمكانهم المخالفة أو التأخر عن دعوته، قائلين على سبيل التحسر والتفجع : هذا يوم عسير أي: شديد المرارة والألم والحسرة، (فَذَٰلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ)، خاشعة أبصارهم من الذل، متوجسين من سيئات أعمالهم، كالجراد المنتشر، يسرعون الخطا نحو أرض المحشر، (إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ)، أي: إلى أهوال ذلك اليوم ونكباته ومصائبه وفواجعه على المكذبين المعرضين عن آيات ربّهم، (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)!
*تعريف بالكاتب !*
*صديق بن صالح فارسي ،*
مخضرم عاش الجيلين القديم بطعمه والحديث بجماله ونهل من الحضارات القديمة وتراث الآباء والأجداد وتمرس في الحياة الحاضرة بحضارتها وإنفتاحها الثقافي في مختلف مجالات الحياة.
عصامي حقق بفضل الله تعالى مكانة إجتماعية تجارية ثقافية من تقريباً لاشيء ، ورافق عصر النهضة فصقلت فيه المواهب وأثرت لديه الخبرات في شتى نواحي الحياة.
شغوفا بالعلم والتعلم والثقافة الدينية، والقراءة في مختلف العلوم والثقافات، والاطلاع والبحث والمتابعة لأقوال العلماء والفقهاء، والحرص على حضور حلقات الدروس العلمية في المسجد النبوي الشريف، حيث استمع إلى كبار العلماء السابقين كالشيخ عطية والشيخ عمر فلاته والشيخ الجزائري، وغيرهم من اللاحقين غفر الله لهم جميعاً.
شخصية عاشت على موائد العظماء وكسرة خبز الفقراء.
فأصبحت المسافة عنده مابين الثرى والثريا هي التحول بطرف العين فقط.
فينتقل بينهما بأريحية المتواضعين وعزة المؤمنين وشجاعة الأقوياء وإنكسار المساكين.
تلقى تعليمه الأولي في مدارس المدينة المنورة ثم إلتحق بالعمل في الخطوط الجوية السعودية من عام ١٩٧٤م إلى عام ٢٠٠٧ م.
وتدرج في مختلف الوظائف ومجالات العمل في الطيران.
وتقاعد مبكراً على وظيفة مدير المحطة المناوب بمطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة.
كان تواقاً للتجارة حيث كانت مهنة الآباء والأجداد منذ القدم وقد تناقلتها العائلة جيلاً بعد جيل.
فبعد التقاعد تفرغ للعمل التجاري وباشر ممارسة الأعمال التجارية بصورة مباشرة مستفيداً من جاهزية الجيل الجديد من الأبناء.
الذين أصبحوا مؤهلين بفضل الله تعالى لتولي زمام الأمور ومواصلة المحافظة على تراث العائلة التجاري ومستفيدين من الخبرات والعلاقات الدولية والسمعة التجارية العائلية عالمياً ومحلياً التي تحققت على مدار عشرات السنين. .
منطلقين بالعمل التجاري العائلي إلى آفاق جديدة مساهمين بفاعلية في عصر الإزدهار الحضاري للمملكة العربية السعودية ومكانتها العالمية.
وذلك ليتفرغ بعدها وبطلب من أبناء العائلة إلى الكتابة والتأليف ونقل الخبرات والتجارب وتوثيقها لتكون منهاج للأبناء والأحفاد لربط الماضي بالمستقبل.
وبداية كانت في إطار العائلة وأبناءها.
ثم مالبثت الفكرة إلا أن تطورت لتشمل الإهتمام بأبناء وأجيال الأمة ليكونوا شاهدين على الأرث الثقافي العظيم الذي توارثناه من الأجداد.
ليمتزج القديم بأصالته مع الحاضر بجماله وحداثتة.
هذا والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين ، والحمد لله رب العالمين الهادي إلى سواء السبيل!
صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية