سلسلة ضبط النفس بالنفيس
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!
الآية - 09 - من سورة القمر ، اللقاء، (04)
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ).
الآية - 09 - من سورة القمر ، اللقاء، (04)
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ).
ما من مكذبين بآيات الله سبحانه وتعالى، ورسله عليهم الصلاة والسلام، إلا وقد سبقهم مكذبون، وما من معاندين للحق إلا وقد سبقهم معاندون، وما من ظالمين إلا وقد سبقهم ظالمون من الأمم السابقة ابتداء من قوم نوح عليه الصلاة والسلام، ومن جاء بعدهم من الأمم إلى يوم القيامة، فمنهم من تكرر ذكرهم بأكثر من موضع في سور القرآن، ولكل تكرار ما يناسبه من مقصود سياق الآيات أو القصة أو الحدث، ومنهم من لم يأت ذكرهم، (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)، ولعل التكرار إنما كان لقصص أفسق تلك الأمم وأكثرهم ظلماً وعناداً وفساداً، كما سيأتي ذكرهم في الآيات التالية، وهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط، ليعتبر ويتعظ بهم من جاء بعدهم من الأجيال اللاحقة. فالتكذيب والعناد والظلم والطغيان وغيرها من الصفات السيئة والخصال الذميمة، ومن تلبسوا بتلك الصفات لن يعجزوا الله تعالى، ومصيرهم محتوم ومآلهم الهلاك والدمار والخيبة والحسرة والندامة، مهما طال بهم العمر واستطال بهم المقام، لأنه من سنن الله تعالى، تطهير الأرض من الفساد والمفسدين وعمارتها وإصلاحها بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه، (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا). فهاهم قوم نوح من قبل كل تلك الأمم السابقة واللاحقة قد سبقوهم بالتكذيب لرسولهم بما أنذرهم به، وأعرضوا عنه، وقالوا مجنون، وتوعدوه بالقتل، (قَالُواْ لَئِنْ لَّمْ تَنْتَهِ يانوح لَتَكُونَنَّ مِنَ المرجومين)، وَازْدُجِرَ: أي زجروه: بأنواع التهديد والأذى، فحقّ عليهم القول: (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ)!صة أو الحدث، ومنهم من لم يأت ذكرهم، (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ
صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية