صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية 

منذ 2 يوم و 1 ساعة 0 58 0
هوية لا تُقاس بالأرقام .
هوية لا تُقاس بالأرقام . إستمع للمحتوى

 

الكاتبة ـ مريم سليمان الجهني .


 

 

ليست الهويةُ أرقاماً تُرص إلى جوار بعضها ، ولا عشرة خاناتٍ باهتة تُعرّف بك أمام جهةٍ ما . الهوية ليست مفتاحاً لملف ، ولا رمزاً يُكمل معاملة لك ، 

الهوية ثقلُ انتماء ، ورايةٌ تُحمل فوق الكتف قبل الجيب ، وشهادة شرف بأنك ابنٌ لهذا الوطن … أو ابنةٌ من بناته ،فأنت ، وأنتِ ، حين تخاطبون عامل نظافة ، أو موظف محطة ، أو صديقاً من بلادٍ شقيقة … لا تمثلون ذواتكم فحسب ، بل تعكسون صورة وطنٍ كامل وقيم دينٍ تُمارس قبل أن تُقال ، ارقام هويتك ليست جامدة المعنى … هي نبض صامت يتحدث بأفعالك ، وواجهة تظهر ما اختزنته فيك الأيام من أخلاق وسلوك ، هي مرآة شعبٍ كامل تترجمها تصرفاتك الحيّة : هويتك تقول عنك : أنا سعودي … أنا سعودية وتضع على كتفيك مسؤولية لا يليق أن تُحمل إلا بعزة ، ورقي وصدق .

 

  الجواز الأخضر رمزٌ للشموخ ،

إنه ليس جوازاً تُبرزه في مطار أو معبر عربي إنه ميثاق بينك وبين وطنٍ عظيم . نحن لا نمثّل أنفسنا فقط ، فذلك الجواز الأخضر الصغير المُزين بسيفين ونخلة ليس وثيقة عبور فحسب بل رسالة تُذكرنا بأننا نمثل وطناً لا يمر بين الأوطان عبثاً بل شرفاً وسيرةً وأثراً ذلك الجواز الأخضر الصغير المتسلح بسيفين ، والمعطاء بنخلة ليس ورقاً يُختم في المنافذ والمطارات بل رأية ترفرف في كل مكان ؛ إنه عبور لنا كسعوديين يحمل سمعتنا وسيرتنا فحين يناديك باسمك ، محمد أو عبدالله ، فاعلم أن اسمك لم يعد لك وحدك إنه يقترن بجنسيتك … سعودي ولن يتذكر اسمك إنما يتذكر جنسيتك فقط أنت لا تمثل نفسك بالخارج ، بل تمثل ديناً ووطناً إن أحسنت قالوا سعودي ، وإن أسأت قالوا سعودي لا أحد يذكر اسمك إنما يُذكر وطنك فقط .

عزيزي السعودي … عزيزتي السعودية … احزم بحقيبتك قبل امتعتك في سفرك تعاليم دين ورفعة وطن وعزة شعب ،

احزم نظافة قلب لا ثياب ، وأطهر روح تمتلىء بأخلاقٍ تَربينا عليها منذ الصغر . بيوت فيها وقار الكبير ورحمة الصغير وآداب واكرام الغريب ، فكل فعل من أفعالك بالخارج يترجم جوازك وكل تصرف يظهر تربية وطنك .

 رسالة لي … ولك ولكل سعودي واعٍ يدرك أن الهوية مسؤولية ، وأن الجواز أمانة والإنتماء فخر وسلوك ، نقف مع كل من يرفع اسم وطنه وضد كل مِن يسيء إليه بجهل أو تقصير . فأنت تُترجم حروف الأخضر بأفعال خضراء نقية ، لا تلوثها تقاليد دخيلة ولا تطفئها نزوات مؤقتة غريبة عن قيم دينك .

كن بالغربة ظل نخلة تظُل كل من جلس تحتها بعطاء ، أنتم سفراء وطن مقدس ودين عظيم وشعب كريم وقيادة رؤوفة حكيمة ، فاحملوا أمانتكم بوعي ، وسيروا في الأرض بخلق يليق بكم .

أتعلم أنك إذا أحسنت رفعتني ، وإن أسأت أسقطتني ، نحن نكمل بعضنا مخطوطة في رأية واحدة خُط عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله ،كن قدوة في سفرك ورفيقاً بحسن الخلق في حضورك فإن لم تكن على قدر وعيك وتمسكك بدينك فلا تصرح بوطنك ، وقل ماشئت دون أنّ تسيء لغيرك .

 فالأجدر أن من لا يدركون قيمة انتمائهم لأوطانهم العظيمة ؛ أن يكونوا مجهولي الهوية والوطن والإنتماء .

 فكل سعودي وسعودية واعٍ أنت تمثلني وأنا أمثلك نحن وجهان لعملة واحدة أينما ذهبنا ؛ لاقولا بل فعلاً يُترجم في المطارات والشوارع وفي كل دول العالم وكل لقاء بجمهور ، فعندما نفتح جوازنا في المطار لا نفتح ورقة ؛ بل نتصفح تاريخ مجدٍ لا يعرف الإنكسار وجوازاً لا يقبل القسمة على اثنين بل له كرامته فقط . كل كلمة منك رسالة وكل تصرف منك توقيع بإسم كل سعودي . نحن أبناء وطن وهوية ليست مجرد حبر على ورق بل تاريخ ممتد وسيرة تعتز بها الأجيال ، اسمك لك وفعلك لي وله ولها وللوطن …فكن كما يريدك وطنك .

الإسلام والهوية رسالة ووجدان .

الإسلام ليس شعاراً يرفع بالألسنة بل حياة تسري في النفس وأفعال تزين أيامنا وليس دين اعتنقناه فقط بل هو عقيدة بارواحنا وسلوك يضيء دروبنا . إن هويتنا الوطنية لاتقل شرفاً عن إيماننا فهي الجذر الذي يربطنا بأرضنا وهي قبلة المسلمين نحملها بفخر ومسؤولية .

فأن تكون سعودي ليس مجرد رقم بطاقة بل انعكاس لما زرعه الله فيك من مبادئ وكل كلمة تُقال وكل فعل ينجز هو انعكاس لإيمانك وهي شهادة على أن دينك ليس مجرد اسم بل حياة. ووطنك ليس مجرد أرض بل رسالة تُمجد الماضي والحاضر والمستقبل .

 تذكر أنك حملت شرف قبلة المسلمين … لست سعودي فحسب . أنت امتداد أرض تهفو إليها القلوب وصورة تُرى في العيون واسم يردده العالم بإجلال قبل أن ينطق به .

 أنت فردٌ شامخ يعبر الطريق … أنت هيبة وطن ، وواجهة أمة وامتداد تاريخ يبدأ من مكة وينتهي عند كل قلب يتوجه نحو القبلة ، كل إساءة صغيرة تشوه رسالة شعب كامل وكل عمل صالح يرفع شأن الأمة ويضيء تاريخها كما يضيء قلبك وروحك ، إرث أمتنا ليس حروف على ورق بل دماء الشهداء وتضحيات الأبطال وصفحات من التاريخ محفورة بالإيمان والصبر والوفاء بقلب كل مسلم .

تعامل دائماً برحمة ودين فهما مرآة تعرف بها نفسك ، وتُعرف الآخرين على عمق هويتك .

 الإسلام إخلاص للفكر وفخر بالأرض ووفاء للدين على نهج نبيك عليه افضل الصلاة والتسليم .

(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فلتكن أخلاقك . هويتك ودينك أسمى رسالة تحملها في حياتك .

 

وفي النهاية تذكروا أن الوطن ليس مجرد اسم يُرفع أو علم يُلوح ، بل هو أمانة ومسؤولية تُختبر في كل فعل وفي كل قرار منك كما تركه لنا المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله من عدل وقوة وفخر هو شعلة مضيئة لنا تنور طريقنا بين الأمم يجب ان نحافظ عليها فكل لحظة نتجاهلها تُضعف ارثنا العظيم ، لنكن جديرين بتاريخنا لنشعل النور بعيون أبنائنا ونرد الوفاء الذي يستحقه الوطن لنحمي راية التوحيد ونرفع رؤوسنا شامخة بأفعالنا كما عاهدنا .

 فالوطن أمانة والوفاء شرف لا يقاس بالشعارات ؛ فأنتم سفراء الوطن في كل مكان .

اخلاق محمد عليه الصلاة والسلام تمثلنا في سلوكنا ، وصورة مؤسسنا عبدالعزيز أمام عيوننا ، أنتم المزيج الفاخر بين الأمم يجمع عظماء الدين وعظماء الوطن يجمع العظمة والخلق والفخر والإنتماء للوطن .

 كلنا رسالة وكلنا عنوان لهذا الدين والوطن فهل نرد الجميل بخلق عظيم .

صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

ابراهيم حكمي
المدير العام
المدير الفني للموقع

شارك وارسل تعليق

أخبار مقترحة