صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية 

الاربعاء, 03 مايو 2023 01:27 مساءً 0 470 0
آفات اجتماعية، الكاتبة هيا الدوسري
آفات اجتماعية، الكاتبة هيا الدوسري

آفات اجتماعية 

*************

من المعروف ان فئة الشباب هم الركيزة والدعامة الأساسية للنهوض بالوطن وتقدمه وتطوره لذلك كان استهدافهم من قبل أعداء الدين والوطن هدف أساسي وذلك بدس السموم لهم وتدميرهم عن طريق المخدرات بشتى أنواعها ،

وتعتبر من الآفات والوسائل المدمرة لمحاربة المجتمع وللفتك بشبابنا وتدمير الأسرة ثم الوطن ، ولكني لن اتحدث هنا عن أضرارها ومشاكلها لأنها لاتخفى على احد وقد أصبحت آفة من آفات المجتمع وربما أبالغ لو قلت أنه لايكاد يخلو بيت من ضحية من ضحاياها وكلكم تعلمون أن المجتمع السعودي بشكل خاص والشباب السعوي مستهدف خصوصاً في الآونة الأخيرة وأحيي دولتنا على ماتقوم به من مجهودات في محاربة مروجي المخدرات وعينها الساهرة في تتبع المجرمين وبذل كل ماتستطيع للقضاء على هذا الوباء الاجتماعي من جذوره بإذن الله تعالى والاستراتيجيات والحملات التي وضعتها ضمن قراراتها الأخيرة .

 

وسوف أحكي لكم باختصار بعض من القصص التي ..

سمعت بها ممن كانت المخدرات سبباً في دمار حياتهم ومستقبلهم وأسرهم وأعرف أيضاً أن القصص عن هذا البلاء كثيرة جداً ومتنوعة في كل مكان وزمان ولكن ماسوف أحكيه سأعتبره إضافة إلى أرشيف القصص وليس بأهمها فاعتبروه من باب الزيادات فقط .

 

ومن هذه القصص :

كانت لي زميلة في أيام الدراسة تحكي قصتها عن سبب خراب بيتها بسبب تعاطي زوجها للمخدرات ومرافقة أصحاب السوء وإيقاعهم به ، فتقول : تزوجت من 

قريبي وكان شاباً مستقيماً على خلق ثم سافرنا إلى (دولة الكويت )، تقول كانت علاقته بي جميلة وكانت المودة بيننا ظاهرة حتى أني قلت لعل هناك من أصابنا بالعين أو الحسد لشدة التغيير أو الانقلاب الذي حصل في العلاقة الزوجية التي أثمرت طفلين فقد أصبح كثير التغيب عن البيت وتركي وحدي لساعات طويلة فصرت أنام وحدي مع ( طفليَّ) دون غذاء بسبب تقصيره الشديد في مصروف البيت وعندما يعود إلى البيت أشعر بالخوف الشديد منه وكأنه شخص آخر لاأعرفه أصبح عصبياً جداً يهدد ويتوعد فأخبرته أنني سأسافر إلى أهلي فضربني ضرباً مبرحاً وهددني أن يخطف أطفالي ثم أخذ جواز سفري ومزقه ورمى به في وجهي والحمدلله أنني استطعت أن أتصل بأهلي في المملكة لكي يأتوا وينقذوني قبل أن يقطع الإتصال بيني وبينهم وفعلا ً استطعت النجاة والهروب بمساعدة أهلي .

وبعد فتره أخبرتني أنه توفي بجرعة مخدرات زائدة أنهت حياته لتترمل وهي لاتزال في مقتبل العمر ومعها طفلين

تعولهما بجانب اكمال دراستها .

 

ومن القصص أيضاً :

ذلك الشاب المدلل "آخر العنقود" والذكر الوحيد في الأسرة لذلك نال من الاهتمام والكرم المادي من والديه مالم يحصل عليه غيره وفعلاً أن كثرة الدلال وتحقيق الرغبات للأبناء تؤدي إلى إفسادهم ، المهم ، وبسبب رفقاء السوء أصبح هذا الابن متعاطياً لكل منكر ومسكر إلى أن اصبح رئيساً "لشلة المفحطين " فكم من سيارة أعدمها وكم من ليلة نام وراء القضبان وكم من ألم ومرض ودمعة حزن سببها لوالديه الذين كانا يؤلمهم أن يمكث في السجن فيسارعان لعمل مايستطيعان ليخرج إليهما في كل مرة ، حتى أتى ذلك اليوم ليقوم على مشهد من الناس بدهس أحد المارة عندما كان يهم بعبور الشارع ليفارق الحياة على الفور وهذه الجريمة بالطبع ماكان ليفعلها لو كان بكامل وعية الأمر الذي قدمه لحبل المشنقة أو الحكم عليه شرعاً بالقصاص .

 

انتهى ..

 

نصيحتي للشباب والشابات : لاتكونوا فريسة سهلة وطعم لكل من يلقي بشباكه إليكم واعلموا أنها مصيدة وأنتم الطعم لذلك إياكم بل ارجوكم رجاء خاص أن تنتبهوا لهذا الأمر فلاتنساقوا وراء كل من هب ودب واحذروا من الصديق قبل الرفيق والقريب قبل الغريب وممن تعرفون قبل من لاتعرفون . ومن كل صاحب ابتسامة خبيثة ،

 

إن الأفاعي وإن لانت ملامسها

يوم التقلّبِ في أنيابها العطبُ

 

وأعلموا أن المخدرات ليست حل للهروب من مشاكلكم مهما كانت صعوبات الحياة هناك تحدي وصبر وكفاح واحتساب وايمان وإن الليل مهما طال سينجلي وستشرق الشمس وتبدد الغيوم المتراكمة .

واعلموا أن لكل شيء في الحياة ضريبة وأن المخدرات هي الطريق إلى النار والفقر وانحطاط القدر ، وللمتقين عقبى الدار .

اللهم هل بلغت اللهم فاشهد .

 

الكاتبة : هيا الدوسري

٢٩/٤/٢٠٢٣

صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
آفات اجتماعية /الكاتبة هيا الدوسري

محرر المحتوى

جمعه الخياط
المدير العام
رئيس مجلس الادارة والمستشار الفني

شارك وارسل تعليق

أخبار مقترحة