صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية 

منذ 6 يوم 0 50 0
قد قضَى شيخ القضاء
قد قضَى شيخ القضاء

(قد قضَى شيخ القضاء)

 

رثاء فضيلة الشيخ العلامة قاضي التمييز/ أحمد بن محمد بشير المعافا والذي فجعنا بوفاته يوم الثلاثاء ١٨/ ٢/ ١٤٤٧هـ، غفر الله له ورحمه وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.

.........................

رَحَلَ (الـمُعَافَا)، فالقلوب رواحلُ

وحياتُنا سَفَرٌ، وظلٌ زائلُ

 

ما كان (أحمدُ) غيرَ أحمد قومهِ

و(بَشيرُ) خيرٍ، للبشائر حاملُ

 

وهو (المعافا)، عُوفِيَتْ خطواتُهُ

وهو (السُّليمانيُّ)، نِعْمَ قبائلُ!

 

مِن عتْـرَة (الحَسَنِ) المحاسنُ أَوْرَقَتْ

ولـ(هاشمٍ) في العالمين فضائلُ

 

شَرُفُ انتسابٍ واكتسابٍ زانَهُ

شَرُفَتْ بواكيرٌ لهُ، وأصائلُ

 

هو خِيرةِ الأعلامِ في (ضَمَدِ) النَّدَى

كم في رُبا (ضَمَدِ) الشموخِ فَطاحِلُ؟!

 

ما زالَ في طَلَبِ العلومِ مُبَرِّزًا

تشدو به -رغمَ العَناءِ- عَنادِلُ

 

والحافظُ (الَحكَمِيُّ).. خيرُ شيوخِهِ

أضحَى يُلازِمُ (حافظًا)، ويُواصِلُ

 

ومضَى لـ(صامِطَةٍ)، ومعهدِ عِلمها

يَعْسُوبُ علمٍ قد دَعتْهُ مَناحِلُ

 

فمشايخٌ للعلم في أكنافها

منهم: (عليُّ البَهْكَلِيُّ) الفاضلُ

 

وغدا إلى (نَـجْدٍ)، إلى (كُلِّـيَّـةٍ) فيها

علوم (شريعةٍ)، ومحافِلُ

 

فهناك جامِعَةٌ تُضيءُ، وجامِعٌ

ورفاق دربٍ، والشيوخُ أَماثِلُ

 

بَرَزَ (المعافا) بالصلاح وبالنُّهَى

وعليهِ مِن تقوى الإلهِ دلائلُ

 

وعليهِ مِن سَمْتِ القضاةِ معالمٌ

(آلُ الـمُعافا) للقضاء مَعاقِلُ

 

فقضَى بـ (عارِضَةٍ)، أَحَبَّ رُبوعَها

سَعِدَ القضاءُ بهِ، وطاب تَعامُلُ

 

مِن بعدها أَمسَى (المعافا) قاضيًا

بـ (أبي عِريشٍ)، ذاك صرحٌ حافِلُ

 

وقضى بـ(جازانٍ) فكان قضاؤهُ

عدلًا وإنصافًا، وليس يُجامِلُ

 

وإلى ثَـرَى (أجدادِهِ) في (مكةٍ)

يَـمضِي إلى (التَّمييز)، فهو حُلاحِل

 

ما زال يصعد في معارج فضلهِ

ولهُ مع السَّعْي الدؤوب فواضِلُ

 

عاش (المعافا) بالشريعة حاكمًا

وسعَى إلى الإصلاح، شيخٌ عاقلُ

 

جَمَعَ العدالةَ والنَّزاهةَ، وانبَرَى

في حِكمةٍ، فهو الحكيم العادلُ

 

ولهُ جهودٌ في الخطابة ثَرَّةٌ

يدعو بحكمتِهِ، فيُزهِرُ قاحِلُ!

 

كم هَزَّ أعوادَ المنابرِ مُنذِرًا

ومُبَشِّرًا!، ولَكَمْ تَلينُ جَنادِلُ!

 

والشيخ (أحمدُ) عاش رمزًا مصلِحًا

لم يَثْنِ عزمَ الشيخِ قولٌ عاذِلُ

 

والشيخ للأجيالِ عاشَ مُعَلِّمًا

ومُربِّـيًا، ماذا يقول القائل؟!

 

بعطائهِ بَلَغَ الذُّرَى، متواضعٌ

أخلاقُهُ (نِيْلٌ) يَفيضُ، ونائلُ

 

ولهُ تَليدُ مفاخرٍ، وطَريفُها

ولهُ مَناهِلُ عَذْبَـةٌ، ونَواهِلُ

 

ويَرِقُّ أحيانًا، ويَعْزِمُ تارةً

إنَّ المرونةَ والثباتَ مَراحِلُ

 

فَطِنٌ.. ويَلبسُ للأمور لَبوسَها

والعزمُ.. منهُ تفاؤلٌ وتفاعُلُ

 

أمّا ابتسامتُهُ.. فتمنحكَ الرضا

وتلوحُ ما بين الشِّفاهِ خَـمائِلُ

 

مُتَبِسِّمٌ، مَرِحٌ، خَلوقٌ، لَيِّنٌ

متواضعٌ، متسامحٌ، متفائلُ

 

شَهِدَ الجميع لهُ، وتلك بشارةٌ

بالفوز، فألٌ بالمثوبة عاجلُ

 

وَجَعُ الفجيعةُ.. حينَ قالوا: "قد قضَى

شيخُ القضاءِ"! فكلُّ قلبٍ واجِلُ

 

فُجِعَتْ بهِ (ضَمَدٌ)!، و(جازانُ) اكتوَى!

في (موطني) حُزْنٌ ودمعٌ وابِلُ!

 

ورحيلُ أهلِ العلمِ قَبْضٌ للهُدَى

وغيابُ أهلِ العِلم ثَلْمٌ هائلُ

 

يَبكِي القضاءُ عليهِ، يَبكِي منبرٌ

والعِلمُ يِبكيهِ، ويَبكِي السائلُ

 

لولا اصطبارٌ لاستَبَدَّ بنا النَّوَى!

فالصبرُ في زمن البلاءِ بَلابِلُ

 

يا ربِّ، مغفرةً لشيخٍ راحلٍ

قد شاب في الطاعات ذاك الراحلُ

 

وارحمْهُ يا رباهُ، إنكَ راحِمٌ

وبِـ(جَدِّهِ) أَلحقْهُ، فهو الآمِلُ

 

يا ربِّ، واجعلْ قبرَهُ في روضةٍ

مِن فوقِها شُؤبوبُ جُودِكَ هاطلُ

 

أَسكنْهُ في الفردوسِ -دارَ كرامةٍ-

أنتَ الكريم، وفضلُ جُودِكَ كاملُ

 

هذا العزاءُ إلى بَنيهِ، تَصَبَّـرُوا

ولهُ بِـجنَّاتِ النعيمِ تَفاءَلوا

 

أنتمْ لهُ خَلَفٌ، فسيروا مثلَما

سارتْ رَكائبُهُ، تُضيءُ شَمائلُ

 

للشيخِ (خالدٍ) العزاءُ -محبةً-

‏ فَلَهُ بقلبي روضةٌ ومَنازِلُ

 

مِني العزاءُ لأسرةٍ مَيمونَةٍ

لـ(بَني المعافا)، و(الهَواشِمِ) شاملُ

 

للعِلم، للعلماءِ كلُّ عزائنا

ولْيَدْعُ أحبابٌ لهُ، وأفاضِلُ

        

شعر/ 

علي بن يحيى بن محمد البهكلي

أبوعريش، ٢٠/ ٢/ ١٤٤٧هـ

صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
قد قضَى شيخ القضاء

محرر المحتوى

جمعه الخياط
المدير العام
رئيس مجلس الادارة والمستشار الفني

شارك وارسل تعليق