صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية 

منذ 5 ساعة و 2 دقيقة 0 18 0
الكُترة: الاستثمار الاجتماعي من الفكرة إلى الأثر
الكُترة: الاستثمار الاجتماعي من الفكرة إلى الأثر

الكُترة: الاستثمار الاجتماعي من الفكرة إلى الأثر

 

بقلم: حارث بن علي عسيري

 

خلال الأشهر الماضية، شهدت المملكة حراكًا مميزًا في ميدان الاستثمار الاجتماعي، قادته مبادرات المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي. من أبرز هذه المبادرات تحدي الاستثمار الاجتماعي (Impacthon)، وهو فعالية ابتكارية مكثفة تجمع بين كلمة أثر (Impact) وكلمة هاكاثون (Hackathon) التي تعني ورشة عمل أو سباق ابتكار قصير المدى. في هذا التحدي، وُلدت آلاف الأفكار المبدعة في مجالات الصحة والتعليم والبيئة والحج والعمرة، وتم تطويرها خلال أيام معدودة بمساعدة خبراء، ثم اختيرت المشاريع ذات الإمكانات الأكبر للانطلاق.

 

لكن… كثير من هذه الأفكار توقفت عند لحظة الفوز، وظلت حبيسة الملفات والعروض التقديمية، ولم تجد من يحتضنها حتى تتحول إلى مبادرات حقيقية تعيش وتستمر. وهنا تكمن الفجوة: كيف ننقل الحماس المؤقت إلى أثر دائم؟

 

إلى جانب ذلك، أطلق المركز مسودة قواعد شهادة الاستثمار ذي الأثر الاجتماعي، وهي خطوة نوعية تهدف إلى إرساء معايير واضحة للمشاريع التي تجمع بين العائد المالي والأثر المجتمعي. هذه الشهادة يمكن أن تصبح أكثر من مجرد اعتراف رسمي؛ يمكن أن تتحول إلى جواز عبور يفتح الأبواب أمام المنشآت للحصول على دعم مالي، وتسهيلات تنظيمية، وحضور في شبكة وطنية من الشركاء الذين يؤمنون بنفس الرؤية.

 

وفي إطار التمكين أيضًا، جابت فرق المركز مناطق المملكة عبر جولات تنموية وورش تدريبية، بالتوازي مع تعزيز منصات وطنية مثل منصة التطوع الوطنية التي تجاوزت مليون متطوع، ومنصة إحسان التي تخطت تبرعاتها 1.4 مليار ريال. هذه الأرقام تعكس حجم الثقة المجتمعية وروح العطاء، لكنها تشير في الوقت ذاته إلى ضرورة الانتقال من المبادرات المتفرقة إلى مسارات مؤسسية متصلة.

 

الحل المقترح هو إنشاء حاضنة وطنية للاستثمار الاجتماعي، تنبثق من روح Impacthon، لكنها لا تنتهي بانتهاء الفعالية. هذه الحاضنة ستتابع المشاريع الفائزة، وتربطها بالخبراء والممولين والشركاء، وتفتح أمامها فرصًا إقليمية متخصصة تراعي احتياجات كل منطقة. وبهذا، يتحول الابتكار من مجرد حدث إلى رحلة دعم متكاملة تضمن أن تصل الفكرة إلى ميدان التنفيذ والتأثير.

 

بهذه الخطوات، لن تكون البرامج مجرد أحداث ناجحة عابرة، بل مسارات متصلة تعزز مساهمة القطاع غير الربحي في الناتج المحلي، وتحقق مستهدفات رؤية 2030 في بناء اقتصاد أكثر استدامة وابتكارًا.

باحث في مجال الاستثمار الاجتماعي وتطوير الأعمال

صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
الكُترة: الاستثمار الاجتماعي من الفكرة إلى الأثر

محرر المحتوى

جمعه الخياط
المدير العام
رئيس مجلس الادارة والمستشار الفني

شارك وارسل تعليق