إليهما ..( هو وهي )
الكاتب /محمد المنصور الحازمي
وجدتها بيضاء أبت أن تسخر من أنفاس التأفف والضجر، ولا أن تستكين لصيحات المواقع ، غير عابئة بقيض صيف لايرحم ولا بقر شتاء بات يهزأ بأغطية اجتزَ أصوافها بشرٌ لايكلون من رفد السوق بما صنع بلا اعتناء ولهاث نحو مارخُص ثمنه وتنافس المتسوقون في اقتنائه. أو سوَّقه مبتزون مع رداءته بأسعار مبالغ فيها كي يقبل عليها المغفلون كونها غالية الثمن ، لفظها القليل من العقلاء لحصافتهم وتمييزهم الغث عن السمين .
عقيمون مع سلاسة اختلاس شهر تمر أيامه صراعًا, تبدلت القناعات وتطورت التقنيات, تشكلت قصات ، وطُرزت موديلات بأبهى الألوان والرقيق من نفيس المعادن، تناسق عدسات العيون مع لون الحذاء ولباس خلا من غطاء الذراع والكتف , صُيِّرت حاوية غذاء الأطفال الرضع الصامدة ,كتلة هامدة مشاعة لأبصار المتطفلين, وللواعج التائهين في صحارى الجدب الحسي , والنهم الغريزي .
هي ، لم تأبه بما يٌتَباهى به , معرضة عما يجذب أنظار نخاسي العصر وسماسرة الغش ،في حين تلفظ بشرتها أصباغًا وتأنف شفتيها من شتى ألوان تضطلع بتشكيل ابتسامة صفراء خادعة ، تفر رموشها من رموشٍ صناعية تزيد من كآبة منظرها، تخلت أظافرها عن مايشبه حزمة من عدة حداد, أو "تزويقة سمكري ماهر" هل بالفعل أن نجدها من بين ظهرانينا ذات يوم حقيقة ماثلة للعيان؟
هو ،وجدته يهجر ما يصبغ علي هويته هوية مستنسخة،جفل عن ابتياع ألبسة ممقوتة فلا بدناً كست ولا لقضاء حاجة أعانت ، ما اصطحب "دزينة أمشاط" ولا"كورجة شامبوهات ومزيلات رائحة عرق"، ما ذاق " همبورجر" أو احتسى فنجان نسكافيه وما افتتن بمشروبات الطاقة"كود رد أوبورهورس" ولا امتطى سيارته ليخف لتزويق خصلات شعره بأرقى صالونات تصفيف الشعر أوجمَّل ساعديه بحلقات بلاستيكية سوداء أو حمراء، بل ظل محافظاً على المواءمة بين الموروث المتاح ومن الجميل بمنظوره الفطري القادم عبر البحار هل سيرقي لأن يكون هكذا بالفعل.؟
وجهان مأمولان أن يرسِخا بهاء أصالتهما ويبرزان فرادة هويتهما. إلى سباق محموم يبتغى التجديد والابتكار, البحث والتقصي,حرية التعبير بما يسمح به الشرع ويحمده مجتمعه بطلاقة لسان وسلامة ألفاظ . يجالدان أنن ينهلا من كل جديد ؛ علم ترقى به الأمة وتزداد ألقاً وتسمو به لتصعد نحو آفاق العلم للعمل والإبداع لا للتنظير والأماني السقام .
لايحفلا بأن يكونا باحثين نحو مظاهر خداعة وبصروف من الغوغائية وترديد أقاويل يصدرها أقزام أو يشنف بها الآذان دعيٌّ وأفاق ينصرفان نحو مستقبل يحافظ على الهوية ويصون الكرامة ويغني عن الدعة والاستكانة, بعصر لامكان فيه إلا للعمل الدؤوب بمجالات أضحت حِكراً على عمالة وافدة اجنبية تكتنز أكثر مما تصرف حتى غدت هي المسيطرة على قطاع التجزئة وتسويق السلع الاستهلاكية وقطع غيار قد لاتصمد لسويعات.
هما من نأمل أن يقود مجالات العمل والإنتاج كل بمجاله وتخصصه ووفق تكوينه، يعشقان معامل ومختبرات لينتجا بدلاً أن يقضيا الأوقات العقيمة باللهاث نحو آخر صرعة وآخر موضة.
فلايتربصن مهووس بأن تلك دعوة لمفارقة قيم المجتمع بل كل بمجاله ومع جنسه.
ستكون بابتسامتها وطهرها , تتناغم مع ملبسها الوقور, ومظهرها المتفرد المليح,الضارب بجذور أصالة "بنت البلد"و بالوقت عينه تُفاخر بحرية مَنَحَها لها الإسلام في العمل والكسب , تؤصل مستقبلاً تغرس فيه أناقتها الطبيعية في الجيل اللاحق وتعزز من قدراتها بمجالات أرحب تتناسب واقع حافظ على الأصالة ولايتعارض مع قيمها .
سيفاخرا بانتمائه لبلده ومعتزاً بأصالته بكل شيء؛ كمايعتز من هم وراء البحار بثقافاتهم ,مع تحفظي على بعض سلوكياتهم الشخصية؛وإعجابي بانخراطهم في شتى مجالات العمل والإبداع لايكلون من البحث والابتكار ولايخامرهم ملل.
سيكون "ابن البلد" اكثر نجابة ويتميز عليهم بقيم دينه وعراقة معدنه متى مالفَظَ عادات أوهنت عزيمته وجعلته يقبع في دائرة لازمة "غير المكتب لاأُريد" .
هكذا سيصبح لنا هويتنا ونستعيد لشبابنا وشاباتنا دورهم المفقود وسنرفع لهم " البيرق".
إضاءة :
بحسبة بسيطة من كل موظف وموظفة عما يخرج من جيوبهم من نقود إلى من يذهب شهرياً؟, لابن البلد أم لمن جاء حافياً وعاد متخماً؟, لا نلومهم ولكن نلوم من تقزز من أن يصير هو الذي تذهب إليه ما أنفقه من مداخيله امن مداخيله الشهرية، والتي جلها تصرف من ابن البلد وإليه. يجب على ابن البلد وبنت البلد أن يكفا عن الافراط في ابتياع ما لا لزوم له من الكماليات , والتفاهات التي تلتهم جزءا غير يسير من الأموال في وقت هم الأحوج لأساسيات تغافلوا عنها ؛الصرف بسخاء بابتكار تطبيقات ، وطرق البحث العلمي ولوازم ومستلزمات اختراع وتطوير تقني يرفدا ثقافتهما باقتناء كتب ومن ضمنها الرقمية .
صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية