صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية 

منذ 12 ساعة و 1 دقيقة 0 50 0
طقوس الجاهلية في صدري .
طقوس الجاهلية في صدري . إستمع للمحتوى

 

الكاتبة ـ مريم العروي 


 

هناك حرب لا تُرى

تنشب كلما لامس الحنين جدار قلبي بيني وبين الحب هدنة هشة ، أخاف أن أكسرها بكلمة تعيدني إلي ساحة كنت فيها أنا الخاسرة والناجية معاً لذلك اخفي لهفتي 

وأُسلم قلبي الصامت لجيش عقلي الناطق 

كأنني اخاف من تكرار الفشل أكثر من ضياعها تبقى هناك كلمات ليلية تتقاتل في دهاليز صدري كأنها انفاس خجلي تبحث عن رحم آمن للولادة كلما همت بالخروج ارتدّت إلى جوفها كطفلة وئِدت قبل تسميتها باسمها. في داخلي ساحة حرب خفية صمت يتناثر كالشظايا وحروف تنزف تحت ركام الإدراك المتأخر أدفنها بيدي لا خشية من الناس بل خوفاً مني من انكشاف ضعفي واعترافي بخطأ اختياري امام نفسي ، مقابر الخفايا تضج بجثث من نفس الفصيلة تموت خوفاً قبل أن تتذوق لذة. النصر وأنا ارتبها كما يرتب الليل نجومه الباردة أُقيم لها مأتماً بصمت فخم وأُغلق نعوشها بالصفح كأنني أُعيد طقوس الجاهلية في زمن أكثر تهذيباً ذلك الجندي الخفي داخلي يعرف متى يرفع سيف الصمت ومتى يبتسم حين ادفن أنوثة الكلمة حية كأنها عار ولد في رحم الحنين وحين أضع آخر جملة في تابوتها اشعر بلذة النصر ، ربما لاًن الإدارك كان موتاً أنيقاً ارتديه واهون من العودة إلى جرح ينزف بصوت لا يُسمع ثم تشتعل داخلي معارك بلا صوت تتساقط فيها ظلال السيوف لا حديد وتتكدس الجثث من خيبة لا من طعنة لم تقتلهم الحرب ؛ بل فضحت من زيف القنابل وجبن الجنود الذين لا يتقنون إلا التفرج على لمعان السيف فقط ، ينبهرون ببريق الميدان ويجهلون شرف النزال هم جنود بلا روح دخلوا الحرب عُزلاً من الفكر لم يقرأوا رمزية الدم ولا تعلموا فنون الحرب ومعنى أن يكون الإنتصار طهارةً لا غنيمة ، وجوهٌ تتشابه كأنها نسخ باهتة من ماضي لم يدفن بعد يعيدون اخطاء اسلافهم ، يرتدون أثواباً ممزقة من بطولات زائفة ولا يحيكون ثوباً جديداً يليق بفارس واحد يشبه المعنى ودفنهم في وادي قلبي واهيل عليهم رماد النسيان ليعيشوا احياء في مقابر الهزيمة ؛ يتسامرون على ألحان قديمة يطربهم صوت عبدالحليم الرفاق حائرون يفكرون يتسألون حبيبها من يكون ؟ وهم يعلمون أن الفارس لم يكن منهم ولاظهر بينهم بعد ذلك المجهول الذي يتقن فن الحرب يحمل سيف الشرفاء يمتطي جواد الصدق لا المظاهر يقاتل لأجل النقاء لا اللقاء ، يقاتل لأجل البقاء لا الإنتصار يداوي لا يدمر ، يَهبُ سلاماً يشبه ضوء الفجر بعد الحروب الطويلة ، ذاك الفارس الذي انتظره لا يأتي مع المجموعة ، بل يأتي وحيداً كالنور في آخر النفق ممهوراً بصدق النية ، مجبولاً على فطرة الرجولة الاًولي ….حيث يكون النصر انثى ؛ يكون هو الرجل الذي لم يخن سيفه ؛ ذلك من يمتطي جواد الصدق والوفاء ذلك الفارس الذي لا يأتي إلا حين تمل الحرب من الضجيج ويمل الليل من الإنتظار هو من يشعل رماد المعارك لا من صفوف الجنود هو الفارس .

 من يحمل سيفاً يشق العتمة ضوءأ لا دماً هو من لا تناديه الأصوات بل يستشعر القلب حين ييأس من زيف السيوف هو ذاك الفارس الذي لا يسير مع القوافل بل يعبر الصحراء وحده تسبقه هيبته لا خطواته ، ذاك لأ يشبه احدا ، يأتي بلا إعلان كالوحي في ساعة نقاء ؛ حينها سوف اطمس طقوس الجاهلية بصدري لأنه اتى لا لينقذها بل ليكملها ويقاتل معها لا عنها ، حينها سوف تسكن السيوف ويطمئن القلب .

وتخرج المعاني من المنفى ثم ادير سمفونية عبدالحليم وادعوه كي يسمعها من بعيد لينصت لصوتي لا لصوت الأغنية ثم ابتسم واهمس له :

صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

ابراهيم حكمي
المدير العام
المدير الفني للموقع

شارك وارسل تعليق