صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية 

منذ 2 يوم و 1 ساعة 0 45 0
يأجوج ومأجوج، من جيوش فرعون إلى شريحة الشيطان والسامري، خيط واحد للعبث بخلق الله.
يأجوج ومأجوج، من جيوش فرعون إلى شريحة الشيطان والسامري، خيط واحد للعبث بخلق الله.
يأجوج ومأجوج، من جيوش فرعون إلى شريحة الشيطان والسامري، خيط واحد للعبث بخلق الله.
يأجوج ومأجوج، من جيوش فرعون إلى شريحة الشيطان والسامري، خيط واحد للعبث بخلق الله.
يأجوج ومأجوج، من جيوش فرعون إلى شريحة الشيطان والسامري، خيط واحد للعبث بخلق الله.

يأجوج ومأجوج، من جيوش فرعون إلى شريحة الشيطان والسامري، خيط واحد للعبث بخلق الله.

 

قراءة تحليلية فكرية في ضوء النصوص القرآنية والرموز التاريخية، تربط بين رموز الفتنة القديمة وتقنيات العبث الخَلقي الحديثة.

 

 بقلم الدكتور/ هاشم محمد الحبشي

- عالم وباحث في علم وتقنية النانو، شيفرة النانو9630

ـ عضو الهيئة العلمية العليا للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة.

-  عضو هيئة مجلس العلماء العرب.

 

مقدمة:

منذ بداية الخليقة، أعلن الشيطان تحديه الإلهي بأن يُغوي الإنسان ويُغيّر فطرته: «وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ».

 

ذلك الوعد لم يكن مجرد وسوسة، بل مشروعًا ممتدًا عبر العصور — من فرعون الذي قال «أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى»، إلى يأجوج ومأجوج الذين أفسدوا في الأرض، وصولًا إلى السامري الذي صنع عجلًا من ذهب له صوت يوهم بالحياة.

 

وفي عصرنا، يبدو أن هذا الخيط ذاته يتجلى مجددًا تحت شعار "التطور العلمي"، من الهندسة الجينية إلى الشرائح الذكية المزروعة في الجسد — ما يمكن تسميته مجازًا بـ"شريحة الشيطان والسامري".

هذه المقالة محاولة تحليلية لقراءة الرموز القرآنية في سياق واحد: خيط مستمر من العبث بخلق الله عبر الزمن.

 

فرعون والهندسة الخلقية القديمة

 

فرعون لم يكن مجرد طاغية سياسي، بل رمزٌ لمحاولة الإنسان تجاوز حدّ الخلق الإلهي.

قال تعالى «فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ» .

 

تشير بعض النقوش الفرعونية إلى وجود فهم تشريحي وجيني متقدم؛ وصور الكائنات برؤوس حيوانات وأجساد بشرية (مثل أنوبيس وحورس) يمكن تفسيرها رمزيًا كإشارة إلى تجارب تهجين أو استنساخ مبكر — أي إلى فكرة "تحسين الخلق" وفق معيار بشري.

 

كما يمكن أن يُفهم ذبح الذكور واستحياء النساء — كما ورد في القرآن — على أنه شكل من أشكال السيطرة على النسل البشري، أي تلاعب منظّم بدورة الحياة.

وبذلك يصبح فرعون أول من حاول "إعادة تصميم الإنسان" خارج السنن الإلهية.

 

يأجوج ومأجوج، الكائنات العابرة للحدّ

 

يصفهم الله تعالى بأنهم «مفسدون في الأرض»، وأنهم «من كل حدب ينسلون».

صفاتهم تشير إلى كائنات بلا وعي روحي، تتحرك بغريزة الجمع والانتشار، "لا يفقهون قولًا" — أي بلا إدراك.

 

من زاوية تحليلية، يمكن اعتبارهم رمزًا لـ"النتائج المادية" للعبث الجيني — كائنات هجينة أو مخلّقة، قوية جسديًا ولكنها خالية من البصيرة.

وبناء الردم الذي أقامه ذو القرنين يمكن قراءته كرمز لحاجز حضاري يمنع تجاوز حدود الخلق الطبيعي.

 

بذلك يصبح يأجوج ومأجوج النتاج العملي لفكرة فرعون في تجاوز الفطرة، ومقدمة رمزية لكل عبث مستقبلي في خلق الله.

 

السامري والشيطان، وجهان لذات المشروع.

 

يروي القرآن قصة السامري الذي صنع لبني إسرائيل عجلًا جسديًا له صوت، ليُخدع الناس بظاهره فيعبدوه:

 «فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ».

 

الشيطان هو المصدر الروحي للفكرة — الإغواء بتغيير خلق الله.

والسامري هو المهندس التطبيقي لتلك الفكرة — إحياء الجماد بصورة زائفة تُقنع الناس بأنه حي.

 

بمعنى آخر:

???? الشيطان بث الوهم في الفكرة (سأغير خلق الله)،

???? والسامري جسد الوهم في المادة (صنع عجلًا له صوت الحياة).

 

وهذا التلاقي بين "الوهم الروحي" و"الخداع المادي" هو جوهر مشروع الشيطان عبر العصور — من العجل الذهبي إلى الشريحة الذكية.

 

شريحة الشيطان والسامري، إعادة إنتاج الفتنة

 

اليوم، يُعاد المشهد بصيغة جديدة.

شرائح إلكترونية تُزرع في الجسد، أنظمة ذكاء اصطناعي تتحدث بلسان الإنسان، وأبحاث تعديل جيني تعِد بالقضاء على الشيخوخة والمرض.

 

يُسوّق هذا التقدم باسم "الإنقاذ"، لكنه في جوهره يكرر الوعد القديم نفسه — تغيير الخلق لتحقيق سيطرة كاملة على الإنسان.

وإذا كان العجل في زمن السامري "جسدًا له خُوار"، فإن الشريحة الحديثة عجل إلكتروني له وعي مصطنع.

 

هنا يظهر الخيط واضحًا: من الأصنام التي تتحرك، إلى الشرائح التي تفكر — كلّها مراحل في مسار واحد يقوده الشيطان نحو نزع القداسة عن الحياة وإحلال الصنعة محلّ الخلق.

 

الخيط الواحد، من عبث فرعون إلى فتنة العصر

- فرعون أراد أن "يُعيد تشكيل الإنسان"،

- يأجوج ومأجوج يمثلون "نتائج العبث المادي"،

- السامري جسد "الوهم الصناعي"،

- والشيطان هو من "أوحى بالفكرة الأصلية".

 

جميعهم يشتركون في خيط واحد "إلغاء الحدود بين الخلق والمخلوق باسم التقدم والسيطرة".

 

كل عصر قدم الفتنة بأداة جديدة:

 

- في الماضي كانت السحر والتماثيل،

- ثم الهندسة الوراثية،

- واليوم هي الشريحة الذكية والعقل الصناعي.

 

 

التحذير من الخطوة الأخيرة

 

يقول الله تعالى«وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ».

 

الفتنة لا تبدأ فجأة، بل بخطوة صغيرة نحو "تحسين الخلق" أو "إطالة العمر"، ثم تنتهي بتغيير جوهر الإنسان نفسه.

 

وما بين فرعون ويأجوج ومأجوج والشيطان والسامري، خيط واحد ممتد من الوهم القديم إلى الواقع الحديث.

 

إن الوعي بهذا الترابط ليس دعوة للرفض المطلق للعلم، بل تحذير من تجاوز الحدّ الذي يفصل بين العلم والخلق، بين الصنعة والروح، بين التجربة والإفساد.

فكلما اقترب الإنسان من إعادة إنتاج الحياة، اقترب من إعادة إنتاج الفتنة الأولى.

«وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ».

صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
يأجوج ومأجوج، من جيوش فرعون إلى شريحة الشيطان والسامري، خيط واحد للعبث بخلق الله. قراءة تحليلية فكرية في ضوء النصوص القرآنية والرموز التاريخية، تربط بين رموز الفتنة القديمة وتقنيات العبث الخَلقي الحديثة

محرر المحتوى

جمعه الخياط
المدير العام
رئيس مجلس الادارة والمستشار الفني

شارك وارسل تعليق